قد مرّوا إلّا عبد الله بن مَعْقِل، مرَّ سليمان بن حرب في الرابع عشر من الإيمان، وشعبة في الثالث منه، وأبو إسحاق السَّبيعي في الثالث والثلاثين منه، وعديّ بن حاتم في الأربعين من الوضوء.
وعبد الله هو ابن مَعْقِل، بفتح الميم وكسر القاف، بن مُقْرن، أبو الوليد الكوفيّ المُزَنيّ. قال العجليّ: كوفيّ تابعيّ ثقة، من خيار التابعين. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حيّان في الثقات. روى عن أبيه وعلي وابن مسعود وعديّ بن حاتم وغيرهم. وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشَّيبانيّ وعبد الملك بن عُمير وغيرهم. مات بالبصرة سنة بضع وثمانين، وقيل بأنقرة غازيًا.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول والسماع، ورواته شيخه، بصريّ قاضي مكة، وواسطيّ وكوفيان. أخرجه مسلم في الزكاة أيضًا.
مناسبة الحديث للترجمة من جهة أن الأم المذكورة، لما قسمت التمرة بين ابنتيها صار، لكل واحدة منهما شق تمرة، وقد دخلت في عموم خبر الصادق أنها ممن ستر من النار؛ لأنها ممن ابتلي بشيء من البنات, فأحسن إليهنّ. ومناسبة فعل عائشة للترجمة من قوله:"والقليل من الصدقة"، وللآية من قوله:{وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} لقولها في الحديث: "فلم تجد عندي إلا تمرة". وهذا الحديث يأتي في الأدب في باب "رحمة الولد وتقبيله".
وفيه التقييد بالإحسان، ولفظه:"مَنْ ابتُلِيَ من البنات بشيء، فأحسن إليهن كن له سترًا من النار" وقوله: "جاءت امرأة معها ابنتان" سقطت الواو من قوله "معها" لغير أبي ذَرٍّ. قال في "الفتح": لم أقف على أسمائهن. وقوله:"فحدثته" هكذا في رواية عُروة هنا، وفي رواية عِراك عن عائشة عند مسلم "جاءتني مِسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدةٍ منهن تمرة،