للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه انقطاع عن ابن عمر، أنه كتب إلى بشر بن مروان أني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اليد العليا خير من اليد السفلى" ولا أحسب اليد السفلى إلا السائلة، ولا العليا إلا المعطية. وهذا يشعر بأن التفسير من كلام ابن عمر، ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة عنه. قال: كنا نتحدث أن العليا هي المنفقة.

وقوله: "وذكر الصدقة والتعفف والمسألة" كذا للبخاري بالواو قبل المسألة، ولمسلم عن مالك "والتعفف عن المسألة" ولأبي داود "والتعفف منها" أي: من أخذ الصدقة، والمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام يحض الغنيّ على الصدقة، والفقير على التعفف عن المسألة، أو يحضه على التعفف ويذم المسألة.

وقوله: "فاليد العليا هي المنفقة" قد مرَّ ما قيل فيه من تفسير العليا والسفلى، والكلام على المنفقة مستوفى في الحديث الذي قبله. قال ابن عبد البَرّ: في الحديث إباحة الكلام للخطيب بكل ما يصلح من موعظة وعلم وقربة.

[رجاله سبعة]

قد مرّوا، مرَّ أبو النعمان محمد بن الفضل في الأخير من الإيمان، ومرَّ حمّاد بن زيد في الرابع والعشرين منه، ومرَّ أيوب في التاسع منه، ومرّ عبد الله بن مَسْلَمة في الثاني عشر منه، ومرَّ ابن عمر في أوله قبل ذكر حديث منه، ومرَّ نافع في الأخير من العلم، ومالك في الثاني من بدء الوحي.

[لطائف إسناده]

فيه التحديث بالجمع والعنعنة، ورواته ما بين بصريّ ومدنيّ، أخرجه مسلم وأبو داود والنَّسائيّ في الزكاة. ثم قال المصنف:

<<  <  ج: ص:  >  >>