قوله: "الحسن بن محمد" هو الزعفراني والأنصاري شيخه يروي عنه البخاري كثيرًا، وربما أدخل بينهما واسطة كهذا الموضع، ووهم من زعم أن البخاري أخرج هذا الحديث عن الأنصاري نفسه.
وقوله: "كانوا إذا قُحطوا" أي: بضم القاف وكسر المهملة أي: أصابهم قحط، وأشار المصنف بحديث أنس هذا عن عمر إلى ما ورد في بعض طرقه، وهو عند الإسماعيلي عن محمد بن المثنى عن الأنصاري بإسناد البخاري إلى أنس قال: "كانوا إذا قُحطوا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- استسقوا به فيستسقي لهم فيُسقون، فلما كان في إمارة عمر" فذكر الحديث. وقد أشار إلى ذلك الإسماعيلي فقال: هذا الذي رويته يحتمل المعنى الذي ترجمه بخلاف ما أورده هو وليس ذلك بمبتدع لما عرف بالاستقراء من عادته من الاكتفاء بالإشارة إلى ما ورد في بعض طرق الحديث الذي يورده.
وقد روى عبد الرزاق عن عبد الله بن عباس "أن عمر استسقى بالمُصلّى فقال للعباس: قمْ فاستسقِ فقامَ العباسُ" فذكر الحديث فتبين بهذا أن في القصة المذكورة أن العباس كان مسؤولًا، وأنه ينزل منزلة الإِمام إذا أمره الإِمام بذلك وهذا جواب عما مرّ من اعتراض الإسماعيلي أن قصة العباس خارجة عن موضع الترجمة.
وقد بيّن الزبير بن بكار صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك فأخرج بإسناد له "أن العباس لما استسقى به عمر قال: اللَّهُمَّ انه لم ينزلْ بلاءٌ إلا بذنبٍ ولمْ يكشفْ إلا بتوبةٍ وقد توجه القومُ بي إليكَ لمكاني من نبيكَ وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيثَ فأرختِ السماءُ مثلَ الجبالِ حتى اخصبتِ الأرضُ وعاشَ الناسُ".
وأخرج أيضًا عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: "استسقى عمرُ بنُ الخطاب عامَ الرمادةِ