مرّ منهم علي بن عبد الله المديني في الرابع عشر من العلم، ومرّ عبد الأعلى في تعليق بعد الثالث من الإيمان، ومرّ معمر بن راشد في متابعة بعد الرابع من بدء الوحي، ومرّ الزهري في الثالث منه. والباقي اثنان:
الأول: عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي أبو محمد المدني حليف بني عدي، ولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- له أخ أكبر منه اسمه أيضًا عبد الله استشهد يوم الطائف، فلما ولد هو سمّاه أبوه باسمه. أُمهما أُم عبد الله ليلى بنت أبي خيثمة بن عبد الله بن عويج. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأُمه:"ابشري بعبد الله خلف عن عبد الله". قال ابن حجر: وهذا لا يصح لما سيجيء أنه حفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو غلام. ومن ولد بعد الطائف إنما يدرك من حياته عليه الصلاة والسلام سنتين. قال الواقدي: كان عبد الله ثقة، قليل الحديث. وقال أبو زرعة: مدني أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ثقة. وقال العجلي: مدني تابعي. ثقة من كبار التابعين، وأخرج أحمد والبخاري في "التاريخ" والطبراني عنه أنه قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أُمي وأنا غلام فأدبرت خارجاً فنادتني أُمي: يا عبد الله تعال هاك فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما تعطينه؟ "، قالت: تمرًا، قال:"أما إنك لو لم تفعلي لكانت عليك كِذبة". قال الواقدي: ما أراه محفوظًا مع إنه نقل عنه أنه كان ابن خمس سنين عند وفاته -عليه الصلاة والسلام-، وكذا قال ابن منده، وذكره الترمذي في الصحابة وقال: رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمع منه حرفًا وإنما رأيته عن الصحابة، وكان شاعرًا ومن شعره ما رثى به زيد بن عمر بن الخطاب لما وقعت منازعة بين فريقين من بني عدي أحد الفريقين آل أبي حذيفة، والآخر آل المطيع بن الأسود فقتل زيد بن الخطاب بينهم فقال عبد الله بن عامر يرثيه:
إنّ عديًا ليلةَ البقيع ... تَكشّفوا عن رجلٍ صريع
مقاتل في الحسب الرفيع ... أدركه يوم بني مطيع
روى عن أبيه، وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم، وروى عنه الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهم. مات سنة بضع وثمانين، وقال الطبري: سنة خمس وثمانين.
الثاني: أبو الأول عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مالك أبو عبد الله العنزي العدوي حليف آل الخطاب، كان من المهاجرين الأولين، أسلم قبل عمر وهاجر الهجرتين وشهد بدرًا والمشاهد كلها، هاجر الحبشة معه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة، ثم هاجر بها إلى المدينة، كان أوّل مَنْ قدم المدينة مهاجرًا بعد أبي سلمة بن عبد الأسد، تبناه الخطاب وكان يُقال له عامر بن الخطاب حتى نزلت:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} فرجع عامر إلى نسبه، وهو صحيح النسب كان معه لواء عمر بن الخطاب لمّا قدم الجابية، واستخلفه عثمان على الحج. وروى يحيى بن