قوله: مُرّ، بضم الميم على البناء للمجهول، وقوله: فأثنوا عليها خيرًا، في رواية النضر بن أنس عن أبيه عند الحاكم. كنت قاعدًا عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمُر بجنازة، فقال: ما هذه الجنازة؟ قالوا: جنازة فلان الفلانيّ، كان يحب الله ورسوله، ويعمل بطاعة الله، ويسعى فيها، وقال ضد ذلك في التي أثنوا عليها شرًا، ففيه تفسير ما أبهم من الخير والشر في رواية عبد العزيز.
وللحاكم أيضًا عن جابر، فقال بعضهم: لنعم المرء، لقد كان عفيفًا مسلمًا. وفيه أيضًا: فقال بعضهم: بئس المرء، كان إن كان لفظًا غليظًا. وقوله: وجبت، في رواية إسماعيل ابن عليه عند مسلم، "وجبت وجبت وجبت" ثلاث مرات، وكذا في رواية النضر المذكورة، قال النوويّ: والتكرار فيه لتأكيد الكلام المبهم، ليحفظ ويكون أبلغ.
وقوله: فقال عمر، زاد مسلم "فداء لك أبي وأمي" وفيه جواز قول مثل ذلك. وقوله: هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، فيه بيان, لأن المراد بقوله: وجبت، أي الجنة لذي الخير، والنار لذي الشر، والمراد بالوجوب الثبوت، إذ هو في صحة الوقوع كالشيء الواجب، والأصل أنه لا يجب على الله شيء، بل الثواب فضله، والعقاب عدله لا يسأل عمّا يفعل.
وفي رواية مسلم "من أثنيتم عليه خيرًا له الجنة" ونحوه للإِسماعيليّ عن شعبة، وهو أَبْيَن في