غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦)} [الطور: ٣٥ - ٣٦]، فكاد قلبي يطير، فلما فرغ من صلاته كلمته في أسارى بدر، فقال:"لو كان الشيخ أبوك حيًّا فأتانا فيهم شفَّعناه". وفي رواية:"ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له"، وكانت له يد عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما كان هذا القول من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مُطْعِم بن عدي؛ لأنه الذي كان أجار النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم من الطائف من دعاء ثقيف، وكان أحد الذين قاموا في شأن الصحيفة التي كتبتها قريش علي بني هاشم، وكانت وفاة مُطْعِم بن عدي قبل بدر بنحو سبعة أشهر.
ويقال: إن أول من لبس الطيلسان بالمدينة جُبَيْر بن مُطْعِم.
وروي أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- هو وعثمان، فسألاه أن يقسم لهم كما قسم لبني هاشم والمطلب، وقالا: إن قرابتنا واحدة، أي: إن هاشمًا والمطلب ونوفلًا جد جبير وعبد شمس جد عثمان إخوة، فأبى، وقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد.
له ستون حديثًا، اتفقا على ستة، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بآخر.
روى عنه: ابناه محمد ونافع، وسليمان بن صُرَد، وابن المسيِّب، وطائفة.
توفي سنة تسع أو ثمان وخمسين بالمدينة.
[لطائف إسناده]
أن فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبالإفراد في موضعين، والعنعنة في موضع واحد. وإسناده عن أبي نُعيم أعلى من إسناد حديث الباب الأول عنه، وفيه رواية صحابي عن صحابي، ورواية الأقران، ورواته ما بين كوفي ومدني.
أخرجه البخاري هنا، ومسلم في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شَيْبة وغيره، وأبو داود وفيها عن النَّوفْلَي، والنَّسائي فيها أيضًا عن قُتيبة، وابن ماجه فيها أيضًا عن أبي بكر بن أبي شَيْبة.