قال في "الفتح": لا دلالة فيه؛ لأن أبا هريرة حضر بعد فتح خيبر، وروى الأمر بالوضوء كما في مسلم، وكان يُفتي به بعد النبي-صلى الله عليه وسلم-.
واستدل به البخاري على جواز صلاتين فأكثر بوضوء واحد، وعلى استحباب المضمضة بعد الطعام.
وفيه جمع الرفَقاء على الزاد في السفر، وإن كان بعضهم أكثر أكلًا. وفيه حمل الأزواد في الأسفار، وإن ذلك لا يقدح في التَّوكُّل.
واستنبط منه المهلّب أن الإِمام يأخذ المحتكرين بإخراج الطعام عند قلته ليبيعوه من أهل الحاجة، وأن الإمام ينظر لأهل العسكر فيجمع الزاد ليصيب منه مَنْ لا زاد معه.
[رجاله خمسة]
الأول: عبد الله بن يوسف، والثاني: الإمام مالك وقد مرَّا في الحديث الثاني من بدء الوحي، ومرَّ يحيى بن سعيد في الأول منه.
والرابع: بُشَيْر -بالتصغير- ابن يسار الحارثي الأنصاري مولاهم المدني كنّاه ابن إسحاق في روايته عنه: أبا كَيْسان.
ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وقال ابن مَعين: ثقة، وليس بأخي سُليمان بن يسار. وقال ابن سعد: كان شيخًا كبيرًا فقيهًا، وكان قد أدرك عامّة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان قليل الحديث. وقال النّسائي: ثقة.
روى عن: أنس، وجابر، ورافع بن خُديج، وعبد الله بن مَسْعود، وسُويد بن النُّعمان، مُحَيصة، وسَهْل بن أبي حَثْمة، وغيرهم.
وروى عنه: حفيده بُشير بن عبد الله بن بُشَيْر، وربيعة الرأي، ويحيى بن سعيد، وسعيد بن عُبيد الطائي، وغيرهم.
والحارثي نسبة إلى الحارث بن الخزرج الآتي في نسب الذي بعده.