هذا الحديث تقدم في باب إطعام الطعام، ومرّ الكلام عليه هناك مستوفى، وأعاده المؤلف هنا كعادته في غيره لما اشتمل عليه، وغاير بين شيخيه اللذين حدثاه عن الليث مراعاةً للإِتيان بالفائدة الإِسنادية، وهي تكثير الطرق حيث يحتاج إلى إعادة المتن، فإنه لا يعيد الحديث الواحد في موضعين على صورة واحدة، فإن قيل: كان يمكنه أن يجمع الحكمين في ترجمة واحدة ويخرج الحديث عن شيخيه معًا، فالجواب أن البخاري يقصِد تعديد شُعب الإِيمان كما مر، فخص كل شعبة بباب تنويهًا بذكرها، وقصد التنويه يحتاج إلى التأكيد، فلذلك غاير بين الترجمتين.
[رجاله خمسة]
الأول: قُتيبة بن سَعيد بن جَميل بن طَريف بن عبد الله الثّقفيّ أبو رجاء البَغْلاني. وقال ابن عَدي: اسمه يحيى، وقتيبة لقب له، وهو تصغير قِتبة -بالكسر- واحد الأقتاب -وهي الأمعاء- وقال ابن منْدة: اسمه علي، قيل: إن جده كان مولى للحجّاج بن يوسف.
وقال أحمد بن سيّار المَرْوزيّ: كان ثبتًا فيما رُوي، صاحب سنة