للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب]

كذا في رواية الأصيليّ، وسقط من رواية أبي ذَرٍّ وكريمة، وعلى ثبوته فهو بمنزلة الفصل من الباب الذي قبله، كما مرَّ تقريره غير مرة، وعلى التقدير فلابد له من تعلق بالذي قبله، وقد مرَّ توجيهه في أول الترجمة.

[الحديث الثاني والخمسون]

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، قَدْ مُثِّلَ بِهِ حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ سُجِّيَ ثَوْبًا فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عَنْهُ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْهُ فَنَهَانِي قَوْمِي، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرُفِعَ فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقَالَ مَنْ هَذِهِ. فَقَالُوا ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو. قَالَ فَلِمَ تَبْكِي أَوْ لاَ تَبْكِي فَمَا زَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ.

قوله: قد مُثّل به، أي: بضم الميم وتشديد المثلثة، يقال: مُثّل بالقتيل إذا جدع أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيء من أجزائه، والاسم المُثْلَة بضم الميم وسكون المثلثة. وقوله: سُجّي ثوبًا، بضم المهملة وتشديد الجيم، أي غُطّي بثوب. وقوله: بنت عمرو أو أخت عمر، وهذا شك من سفيان، والصواب ما تقدم في "باب الدخول على الميت" في رواية شعبة من الجزم بأنها فاطمة بنت عمرو، ولفظه "فذهبت عمتي فاطمة" وفي الإكليل للحاكم تسميتها "هند بنت عمر"، فلعل لها اسمين أو أحدهما اسمها، والآخر لقبها. وكانتا جميعًا حاضرتين.

وقوله: فلِمَ تبكي أو لا تبكي، هكذا في هذه الرواية بكسر اللام فتح الميم، على أنها استفهام عن غائبة، وأما قوله: أو لا تبكي، فالظاهر أنه شك من الراوي هل استفهم أو نهى، لكن قد مرَّ في الباب المذكور من رواية شُعبة "تبكي أو لا تبكي" ومرَّ شرحه هناك على التخيير، ومحصله أن هذا الجليل القدر الذي تظله الملائكة بأجنحتها لا ينبغي أن يُبكى عليه، بل يفرح بما صار إليه.

[رجاله أربعة]

قد مرّوا، مرَّ عليّ بن عبد الله المِدِينيّ في الرابع عشر من العلم، ومرَّ سفيان بن عُيَينة في الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>