"وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء" في الباب التالي لهذا زيادة، "فأما المغرب والعشاء ففي بيته" وقد ورد في باب الصلاة "بعد الجمعة وقبلها" في آخر كتاب الجمعة ما فيهما من الترغيب.
واستدل بقوله:"في بيته" على أن فعل النوافل الليلية أفضل في البيوت من المسجد، بخلاف رواتب النهار، وحُكِي ذلك عن مالك والثَّوْرِيّ، وفي الاستدلال به لذلك نظر، والظاهر أن ذلك لم يقع عن عمد، وإنما كان عليه الصلاة والسلام يشاغل في النهار بالناس غالبًا وبالليل يكون في بيته غالبًا، وقد تقدم في الجمعة عن مالك:"وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف" والحكمة في ذلك أنه كان يبادر إلى الجمعة ثم ينصرف إلى القائلة، بخلاف الظهر، فإنه كان ببرد بها، وكان يقيل قبلها، وقد مرّ ما في هذا في الجمعة، وأغرب ابن أبي ليلى فقال: لا تجزىء سنة المغرب في المسجد، حكاه عبد الله بن أحمد عنه عقب روايته لحديث محمود بن لبيد "أن الركعتين بعد المغرب من صلاة البيوت". وقال: إنه حكى ذلك لأبيه عن ابن أبي ليلى فاستحسنه.
[رجاله ستة]
قد مرّوا، مرّت الأربعة الأول بهذا النسق في الثالث من بدء الوحي، ومرّ سالم بن عبد الله في السابع عشر من الإيمان ومرّ أبوه في أوله قبل ذكر حديث منه.