قال الترمذي: تفرد به إسحاق الأزرق عن الثوري، ولأجل هذه النكتة أردفه البخاري بطريق أبي بكر بن عياش، عن عبد العزيز، وهي وإن كان قصر فيها كما سنوضحه لكن فيها متابعة قوية لطريق إسحاق، وله شواهد منها ما في حديث جابر الطويل في صفة الحج عند مسلم: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلّوا بالحج، وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، الحديث.
وروى أبو داود والترمذي وأحمد والحاكم عن ابن عباس، قال: صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى خمس صلوات، وله عن ابن عمر أنه كان يحب إذا استطاع أن يصلي الظهر بمنى يوم التروية وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر بمنى، وحديث ابن عمر في "الموطأ" عن نافع، عنه موقوفًا، ولابن خزيمة والحاكم عن عبد الله بن الزبير، قال: من سنة الحج أن يصلي الإِمام الظهر وما بعدها، والفجر بمنى، ثم يغدون إلى عرفة.
وقوله:"يوم النفر" بفتح النون وسكون الفاء، والمراد به الرجوع من منى بعد انقضاء أعمال الحج.
وقوله:"بالأَبطح"، أي: البطحاء التي بين مكة ومنى، وهي ما انبطح من الوادي واتسع، وهي التي يقال لها: المحصب والمعرس، وحدّها ما بين الجبلين إلى المقبرة.