وهذا الحديث مرَّ مرارًا عديدة، ومرَّ استيفاء الكلام عليه في باب قراءة القرآن بعد الحَدَث وغيره. وتكلم عليه أيضًا عند أول ذكره في باب السَّمَر في العلم، وفي باب التخفيف في الوضوء من كتاب الوضوء.
[رجاله خمسة]
وقد مروا، إلا داود، مرَّ قُتَيْبة بن سَعِيد في الحادي والعشرين من الإيمان, ومرَّ عمرو بن دينار في الرابع والخمسين من العلم، ومر كَرِيب في الرابع من الوضوء، ومرَّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي.
وأما داود فهو ابن عبد الرحمن العَطّار، أبو سُليمان المَكّيّ ذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال إبراهيم بن محمد الشافعيّ: ما رأيت أحدًا أعبد من الفُضَيل بن عِيّاض ولا أورع من داود بن عبد الرحمن، ولا أفرس في الحديث من ابن عُيَيْنة. وقال ابن حِبّان: كان متقنًا من فقهاء مكة وقال ابن سَعْد: كان كثير الحديث. وقال إسحاق بن منصور عن ابن مَعِين: ثقة, وقال أبو داود: ثقة. وقال العجليّ: مكيّ ثقة. وَوثّقَه البَزّار، قال في المقدمة: نقل الحاكم عن ابن مَعين تضعيفه، ولم يصح ذلك عن ابن معين، وقال الأزْدِيّ: يتكلمون فيه، والأزدي قد قررنا أنه لا يعتد به، ولم يخرج له البخاري سوى حديث واحد في الصلاة متابعةً، وروى له الباقون. روى عن هشام بن عُروة وعمرو بن دينار وابن جُريج وغيرهم. وروى عنه ابن المُبَارك وابن وَهْب والشافعيّ وقُتَيبةُ بن سعيد وغيرهم. ولد بمكة سنة مئة ومات سنة أربع أو خمس وسبعين ومئة.
[باب المرأة وحدها تكون صفا]
أي في حكم الصف، وبهذا يندفع اعتراض الإسماعيلي حيث قال: الشخص الواحد لا يسمى صفاً، وأقل ما يقوم الصف باثنين، ورد عليه أيضًا بأنه قيل في قوله تعالى {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا}[النبأ: ٣٨]. إنّ الروح وحده صف، والملائكة صف، وأيضًا يُجاب بأن هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه ابن عبد البَرّ عن عائشة مرفوعًا "المرأة وحدها صف".