وروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها بَرَّأته من ذلك، فقد روت بَرَكة أم محمد بن السائب أنها كانت مع عائشة في الطواف، ومعها أم حكيم بنت عبد الله بن أبي ربيعة، وأم حكيم بنت خالد بن العاص، فتذاكرتا حسانًا، فابتدرتاه بالسب، فقالت عائشة: ابنَ الفريعة تسبّان؟ اني لأرجو أن يدخله الله الجنة لذبه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أليس القائل:
هجوت محمدًا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
إلى آخر الأبيات. وروى يوسف بن ناهك عن أمه مثله، وزاد فقالت: أليس ممن لعنه الله في الدنيا والآخرة بما قال فيك؟ فقالت: لم يقل شيئاً ولكنه الذي يقول:
حَضَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بريبة ... وتصبح غَرْثى من لحوم الغوافل
الخ الأبيات التي مرت في ترجمة عائشة، فقد برأته من أن يكون افترى عليهما.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير وآخرون. عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإِسلام ستين، ومات وهو ابن عشرين ومئة؛ سنة خمسين.
[لطائف إسناده]
وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد والإخبار بصيغته في موضع واحد، وبصيغة الإفراد في موضع واحد والعنعنة في موضع واحد، والسماع في موضعين، ورواته ما بين حمصي وَمَدَني. أخرجه البخاريّ هنا وفي بدء الخلق، عن علي بن المَدِينيّ، وفي الأدب عن إسماعيل بن أبي أُويس، ومسلم في الفضائل، وأبو داود في الأدب، والنّسائيّ في الصلاة وفي اليوم والليلة والقضاء.