ذكر هذا الحديث في الترجمة، والمذكور في الحديث ليس من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما حكاه عن الآتي الذي أتاه، لكن روى ابن عدي عن عائشة مرفوعًا:"تخيَّموا بالعقيق فإنه مبارك"، فكأنه أشار إلى هذا. وقوله:"تخيَّموا" بالخاء المعجمة والتحتانية، أمرٌ بالتخييم والمراد به النزول هناك، وذكر ابن الجوزي في "الموضوعات" أن الرواية بالتحتانية تصحيف، وأن الصواب بالمثناة الفوقانية، ولما قاله اتجاه لأنه وقع في معظم الطرق ما يدل على أنه من الخاتم، وهو من طريق يعقوب بن الوليد، عن هشام بلفظه، وفي حديث عمر:"تختموا بالعقيق فإن جبريل أتاني به من الجنة"، وأسانيده ضعيفة.
وقوله:"آت من ربي" هو جبريل.
وقوله:"في هذا الوادي المبارك" يعني: وادي العقيق، وهو بقرب البقيع، بينه وبين المدينة أربعة أميال، هكذا قال في "الفتح"، قلت: لعله تصحيف لأن المدينة بين العقيق والبقيع، فلا يصح أن يقال أن العقيق بقرب البقيع، وروى الزبير بن بكار في أخبار المدينة أن تُبَّعًا لما رجع من المدينة انحدر في مكان، فقال: هذا عقيق الأرض، فسمي العقيق.
وقوله:"وقل عمرة في حجة" برفع عمرة للأكثر على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه عمرة وبنصبها لأبي ذر مفعول به، أي: قل جعلتها عمرة، وهذا دال على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان قارنًا، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان ذلك بعد أبواب، وأبعد من قال معناه عمرة مُدرجة في حجة، أي: أن عمل العمرة يدخل في عمل الحج، فيجزىء لهما طواف واحد، وقيل: معناه أنه