قوله:"ألا أُنبئكم صلاة رسول الله .. إلخ" الإِنباء يعدى بنفسه وبالباء قال تعالى: {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} وقال: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} قوله: قال: أي: أبو قلابة، وذلك "في غير حين صلاة" أي: غير وقت صلاة من المفروضة. وقوله:"ثم رفع رأسه هنية" بعد قوله: "ثم سجد" يقتضي أن يجلس بين السجدتين قدر الاعتدال.
وقوله:"كان يقعد في الثالثة أو الرابعة" هو شك من الراوي والمراد بيان جلسة الاستراحة، وهي تقع بين الثالثة والرابعة كما تقع بين الأولى والثانية، فكأنه قال: كان يقعد في آخر الثالثة أو في أول الرابعة، والمعنى واحد، فشك الراوي أيهما قال. ويأتي بعد باب واحد بلفظ فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا، وهذا الحديث مرّ في باب مَنْ صلّى بالناس وهو لا يريد إلاّ أن يعلمهم، واستوفي عليه الكلام هناك وعلى جلسة الاستراحة.
وقوله: قال: "فأتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" هو مقول مالك بن الحويرث والفاء عاطفة على شيء محذوف تقديره أسلمنا فأتينا أو وأرسلنا قومنا فأتينا ونحو ذلك، ومرّ الكلام على آخره في باب ليؤذن في السفر مؤذن واحد.
[رجاله خمسة]
وفيه ذكر عمرو بن سلمة وقد مرّ الجميع، مرّ محل ذكر أبي النعمان وحمّاد بن زيد في الذي قبله بحديثين، ومرّ أيوب وأبو قلابة في التاسع من الإِيمان، ومرّ مالك بن الحويرث في تعليق بعد الثامن والعشرين من العلم، ومرّ عمرو بن سلمة في الثلاثين من أبواب الجماعة، ومرّ هناك الكلام على ما يتعلق بالحديث.