ذاتها، وإما أن تتوحش وتنفر منهما، وعلى هذا فالضمير في يجدانها يعود على الغنم، والظاهر خلافه، قال النووي: الصواب الأول، وقال القرطبي: القدرة صالحة لذلك، ويؤيده أن في بقية الحديث:"إنهما يخران على وجوههما إذا وصلا إلى ثنية الوداع" وذلك قبل دخولهما المدينة بلا شك، فيدل على أنهما وجدا التوحش المذكور قبل دخول المدينة، فيقوي أن الضمير يعود على غنمهما، وكان ذلك من علامات قيام الساعة، ويوضح هذا رواية عمر بن شبة في أخبار المدينة عن عطاء بن السائب عن رجل من أشجع، عن أبي هريرة موقوفًا قال: آخر من يحشر رجلان: رجل من مزينة، وآخر من جهينة فيقولان: أين الناس؟ فيأتيان المدينة، فلا يريان إلا الثعالب، فينزل إليهما ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس.
وقوله:"خرا على وجوههما" أي: سقطا ميتين، أو المراد بقوله:"خرا على وجوههما" أي: سقطا بمن أسقطهما، وهو الملك كما مرَّ في رواية عمر بن شبة، وفي رواية للعقيلي: إنهما كانا ينزلان بحبل. ورقان، وله في حديث حذيفة بن أسيد: أنهما يفقدان الناس، فيقولان: ننطلق إلى بني فلان، فيأتيانهم فلا يجدان أحدًا فيقولان: ننطلق إلى المدينة، فينطلقان، فلا يجدان بها أحدًا، فينطلقان إلى البقيع،، فلا يريان إلا السباع، والثعالب، وهذا يوضح أحد الاحتمالات المتقدمة، وقد روى ابن حبان عن عروة عن أبي هريرة رفعه:"آخر قرية في الإِسلام خرابًا المدينة"، وهو يناسب كون آخر من يحشر يكون منها.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا: مرَّ أبو اليمان، وشعيب في الأخير من بدء الوحي، ومرَّ محل الثلاثة الباقية في الذي قبله.
قوله:"عن سفيان بن أبي أزهر" كذا للأكثر، ورواه حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه كذلك وقال في آخره: قال عروة: ثم لقيت سفيان بن أبي أزهر عند موته، فأخبرني بهذا