وقوله:"ثم أمَّنا" فاعل أمَّنا جابر كما جاء مصرحًا به في كتاب الصلاة: "إن جابراً صلى في إزار، فقال له قائل: تصلي في إزار واحد؟ " ولا التفات إلى من جعله من مقوله، والفاعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وفي هذا الحديث بيان ما كان عليه السلف من الاحتجاج بأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم-، والانقياد إلى ذلك.
وفيه جواز الرد بعنف على من يماري بغير علم إذا قصد الرادُّ إيضاح الحق وتحذير السامعين من مثل ذلك، وفيه كراهة التنطّع والإسراف في الماء.
[رجاله سبعة]
الأول: عبد الله بن محمد الجُعْفي المُسْنِدي وقد مرَّ في الثاني من كتاب الإيمان. ومرَّ زُهير بن معاوية وأبو إسحاق السبيعي في الرابع والثلاثين من كتاب الإِيمان. ومرَّ محمد بن علي الباقر في باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين بعد الأربعين من كتاب الوضوء. ومرَّ جابر بن عبد الله في الرابع من بدء الوحي.
الثاني من السند: يحيى بن آدم بن سليمان الأموي مولى آل أبي مُعَيْط أبو زكريا الكوفي.
قال ابن مَعين والنسائي وابن سعد: ثقة. وذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وقال: كان متقنًا يتفقه. وقال يحيى بن أبي شيبة: ثقة صدوق ثبت حجة، ما لم يخالف من هو فوقه مثل وكيع. وقال العجلي: كان ثقة جامعًا للعلم عاقلًا ثبتًا في الحديث. وسُئِل أبو داود عن معاوية بن هشام ويحيى بن آدم، فقال: يحيى بن آدم واحد الناس. وقال أبو حاتم: كان يتفقه وهو ثقة. وقال يعقوب بن شَيْبة: ثقة كثير الحديث، فقيه البدن، ولم يكن له سن متقدم، سمعت علي بن المديني يقول: يرحم الله تعالى يحيى بن آدم، أيُّ علم كان عنده، وجعل يُطريه.
وقال أبو أُسامة: ما رأيت يحيى بن آدم إلا ذكرت الشعبي.