قوله:"أحمد بن صالح" كذا في رواية أبي ذر وابن السكن، وعند غيرهما حدّثنا أحمد غير منسوب وجزم أبو نعيم في "المستخرج" بأنه ابن عيسى، والأول أصوب. وقوله:"ينتابون الجمعة" أي: يحضرونها نوبًا أي: نوبة لهذا ونولة لهذا، والانتياب (افتعال) من النوبة. وفي رواية "يتناوبون".
وقوله:"والعوالي" تقدم تفسيرها في "المواقيت" وأنها على أربعة أميال فصاعدًا من المدينة. وقوله:"لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا"(لو) للتمني فلا تحتاج إلى جواب، أو للشرط والجواب محذوف تقديره (لكان حسنًا). وعند أبي داود عن ابن عباس أن هذا كان مبدأ الأمر بالغُسل للجمعة ولأبي عوانة عن ابن عمر نحوه. وقد صرّح في آخره بأنه -عليه الصلاة والسلام- قال:"مَنْ جاءَ مكم الجمعةَ فليغتسلْ" وقد استدلت به عمرة على أن غُسل الجمعة شرع للتنظيف لأجل الصلاة كما سيأتي في الباب الذي بعده. وعلى هذا، فمعنى قوله:"ليومكم هذا" أي في يومكم هذا.
وفي هذا الحديث من الفوائد رفق العالم بالمتعلم، واستحباب التنظيف لمجالسة أهل الخير، واجتناب أذى المسلم بكل طريق، وحرص الصحابة على امتثال الأمر ولو شق عليهم. وقال القرطبي فيه رد على الكوفيين لم يوجبوا الجمعة على مَنْ كان خارج العصر، وفيه نظر؛ لأنه لو كان واجبًا على أهل العوالي ما تناوبوا، ولكانوا يحضرون جميعًا.
[رجاله سبعة]
وفيه لفظ إنسان مبهم، مرّت منهم خمسة: مرّ أحمد بن صالح في الرابع والسبعين من أحاديث استقبال القبلة، ومعه أحمد بن عيسى، ومرّ ابن وهب في الثالث عشر من العلم، ومرّ عمرو بن الحارث في السابع والستين من الوضوء، ومرّ عروة وعائشة في الثاني من بدء الوحي والباقيان اثنان