قوله أتى على رجل لم أقف على أسمه. وقوله: قد أناخ بدنته ينحرها زاد أحمد عن يونس لينحرها بمنى. وقوله: أبعثها، أي: أثرها، يقال: بعثت الناقة أثرتها. وقوله: قيامًا، أي: عن قيام، وقيامًا مصدر بمعنى قائمة وهي حال مقدرة، أو قوله: أبعثها، أي: أتمها أو العامل محذوف تقديره أنحرها. وقد وقع في رواية عند الإسماعيلي أنحرها قائمة. وقوله: مقيدة، أي: معقولة الرجل قائمة على ما بقي من قوائمها، ولأبي داود عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها.
وقال سعيد بن منصور، عن سعيد بن جبير، رأيت ابن عمر ينحر بدنته وهي معقولة إحدى يديها. وقوله:"سنة محمد" ينصب سنة بعامل مضمر كالاختصاص، أو التقدير: متبعًا سنة محمد، ويجوز الرفع، ويدل عليه رواية الحرب في المناسك، فقال له: انحرها قائمة، فإنها سنة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وفي هذا الحديث استحباب نحو الإبل على الصفة المذكورة، وعن الحنفية: يستوي نحرها قائمة وباركة في الفضيلة، وفيه تعليم الجاهل وعدم السكوت على مخالفة السنة، وإن كان مباحًا، وفيه أن قول الصحابي من السنة كذا مرفوع عند الشيخين، لاحتجاجهما بهذا الحديث في صحيحيهما.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا إلا زيادًا، مرَّ عبد الله بن مسلمة في الثاني عشر من الإيمان، ومرَّ يزيد بن ذريع في السادس والتسعين من الوضوء، ومرَّ يونس بن عبيد في الرابع والعشرين من الإيمان، ومرَّ ابن عمر في أول الإِيمان قبل ذكر حديث منه، والباقي زياد بن جبير بن حية بن مسعود بن