وقال القرطبي: عدم إنكار ابن عمر على عائشة يدل على أنه كان على وهم وأنه رجع إلى قولها، وقد مرَّ ما قاله النووي، وقد تعسف من قال: إن ابن عمر أراد بقوله: "اعتمر في رجب" عمرة قبل هجرته؛ لأنه وإن كان محتملًا لكن قول عائشة: ما اعتمر في رجب يلزم منه عدم مطابقة ردها عليه لكلامه، ولاسيما وقد بينت الأربع وأنها لو كانت قبل الهجرة فما الذي كان يمنعه أن يفصح بمراده، فيرفع الإِشكال، وأيضًا فإن قول هذا القائل: لأن قريشًا كانوا يعتمرون في رجب يحتاج إلى نقل وعلى تقديره فمن أين له أنه عليه الصلاة والسلام وافقهم، وهب أنه وافقهم فكيف اقتصر على مرة.
رجاله تسعة قد مرّوا: مرَّ أحمد بن عثمان، وشريح في الخامس والمائة من الوضوء، ومرَّ إبراهيم وأبوه يوسف بن إسحاق في متابعة بعد الثاني والعشرين من الوضوء، ومرَّ أبو إسحاق السبيعي والبراء بن عازب في الثالث والثلاثين من الإِيمان، ومرَّ مجاهد في أوله قبل الحديث الأول، ومرَّ مسروق في السابع والعشرين منه، ومرَّ عطاء في التاسع والثلاثين من الإِيمان. فيه التحديث بالجمع والعنعنة، والسؤال، والسماع، والقول، ورواته كلهم كوفيون إلاَّ عطاء، ومجاهد، فمكيان، وفيه رواية الابن عن الأب.