قوله:"في بعض طريق المدينة" أي: بالإفراد للأكثر، ولكريمة والأصيلي:"طرق" بالجمع، ولأبي داود والنسائي:"لقيتُهُ في طريقٍ من طرق المدينة".
وقوله:"وهو جُنُب" يعني نفسه، جملة حالية من الضمير المنصوب في "لقيه"، وفي رواية أبي داوود:"وأنا جُنُب".
وقوله:"فانخَنَسْتُ" بنون ثم خاء معجمة ثم نون ثم سين مهملة، أي: مضيتُ عنه مستخفيًا، ولذلك وُصِفَ الشيطان بالخَنَّاس، وفي رواية:"فانسَلَلْتُ" وهي توافق هذه، وفي رواية:"فانْخَنَس"، وفي رواية:"فانْبَجَسْتُ" بالموحدة والجيم، أي: اندفعت، كقوله تعالى:{فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}[الأعراف: ٦٠]، أي: جرت واندفعت، وفي رواية:"فانتَجَسْتُ" بنون ثم مثناة فوقية ثم جيم، من النجاسة، من باب الافتعال، أي: اعتقدت نفسي نجسًا. وفي رواية:"فانْبَخَسْتُ" بنون فموحدة ثم خاء معجمة ثم سين مهملة، قال القزّاز: لا وجه لها، وقد تُوَجَّه بأنها من البَخْس، وهو النقص، أي: اعتقدت نقصان نفسي بجنابتي عن مجالسة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وقوله:"فذهب فاغتسل" بلفظ الغيبة من باب النقل عن الراوي بالمعنى، أو من قول أبي هريرة من باب التجريد، وهو أنه جرد من نفسه شخصًا، فأخبر