فقوله هنا:"من بدأ بالحلاب" معناه بإناء الماء الذي للغسل، فاستدعى به للغسل، أو من بدأ بالطيب عند إرادة الغسل، فالترجمة مترددة بين الأمرين، فدل حديث الباب على مداومته على البداءة بالغسل، وأما التطيب بعده فمعروف من شأنه، وأما البداءة بالطيب قبل الغسل فهو إشارة إلى حديث عائشة الآتي بعد أبواب:"أنا طيَّبْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح محرمًا"، وفي رواية:"كأني انظر إلى وَبيص الطيب" أي: لمعانه "في مفرقه عليه الصلاة والسلام وهو محرِم"، فاستنبط المصنف الاغتسال بعد التطيب من قولها:"ثم طاف على نسائه"؛ لأنه كناية عن الجماع، ومِن لازمه الاغتسال، ولأن هذا عند الإحرام والغسل من سنن الإحرام، فعُرِف أنه اغتسل بعد أن تطيب، وبقي أثر الطيب بعد الغسل لكثرته؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يحب الطيب ويُكْثِر منه.