الدنيا، وقصر الأمل، وغير ذلك من مهمات الآخرة. وهذا التقرير يُقَوّي أن يكون هذا الحديث مرفوعًا، لأنه يشبه أن يكون كلام من أوتي جوامع الكلم.
وقد أخرجه البزار في "مسنده" عن عبد الرزاق بأخرةٍ مرفوعًا، وابن أبي حاتم في "العلل" وابن الأعرابي في "معجمه" كذلك. واستغربه البزار، وقال أبو زرعة: خطأ، لأن عبد الرزاق تغير بأخَرَة. وسماع هؤلاء الذين سمعوه منه في حال تغيره، إلا أن مثله لا يقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" مرفوعًا بإسناد فيه ضعف، وله شواهد أخرى.
ورواه موقوفًا أحمد بن حَنْبل في كتاب الإِيمان من طريق سفيان الثَّوريّ، ورواه يعقوب بن شَيْبة في "مسنده" من طريق شعبة، وزُهير بن معاوية وغيرهما، ورواه أبو القاسم اللالَكائي بسند صحيح عن علي بن أحمد، ورواه رُسْته عن سفيان، وتقدم الكلام على التعليق في الرابع من بدء الوحي.
وأما عمار: فهو ابن ياسر بن عامر بن مالك بن كِنانة بن قَيْس بن الحُصَين بن الوديم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عَنْس بالنون الساكنة وهو زيد بن مالك بن أدد بن شَشْجُب بن غريب بن زيد بن كَهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرب بن قحطان كنيته أبو اليقظان حليف بني مخزوم، وأمه سُميّة -بالتصغير- من السمو بنت خياط، مولاة، كان أبوه ياسر قدم من اليمن إلى مكة، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة، وزوجه أمته سمية، فولدت له عمارًا، فأعتقها أبو حُذيفة.
أسلمت هي وياسر مع عمار قديمًا، ولم يكن في المهاجرين من أسلم مع أبويه إلا عمار وأبو بكر رضي الله عنهما، وقتل أبو جهل سُمية، وكانت أول شهيد في الإِسلام، وكانت مع ياسر وعمار رضي الله عنهم يُعَذَّبون بمكة في الله تعالى، فيمُر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقول لهم: