نتيجتها، ولمن يكون له النصر، أهو في مصلحة هذا الطرف؟ وهنا سيصبح الضمير الأوروبي إما شيوعيا أو لا ملتزما، لكن المسيحية لن يكون لها محل في نتيجة الحرب.
فالمسيحية قد أدت مهمتها في التاريخ كيفما كان النصر في مصلحة أي من الطرفين وهذه هي إحدى النتائج الكبرى للحرب القادمة التي نتوقعها.
فإذا ما أنزلنا هذه الاعتبارات جميعا على واقع العالم الإسلامي فهناك بكل الوجوه يأتي التحرر من الاستعمار في المقدمة.
ففي اللحظة التي سيغيب فيها الضمير المسيحي مع نهاية الحرب المفترضة هذه؛ فإن الضمير الإسلامي على العكس سيصاحب تحرره السياسي حيوية انتماء روحي جامع؛ يستعيد زخمه في مدى واقع العالم
الإسلامي، ثم إن تأثير الفعل ورد الفعل الحربي في إفريقية سيقود
بالضرورة إلى وحدة الترابط بين الإسلام الإفريقي عموما، أي المسلمين
السود والبيض على سواء، كل يعطي من أجل الوحدة والحيوية التي تضم
صفاء عفوية الضمير الشعبي لدى المسلمين السود، مع روحانية المسلمين البيض المثقلة بالعلم المكتسب من مناهله القريبة من الحضارة الإسلامية. تلك خطوط مفترضة لسيطرة مناخ روحي على إفريقية كلها.
هذا التوقع يظل صالحا حتى لو أخذنا باحتمال نصر عسكري لروسيا في إفريقية كلها، فإذا كانت الشيوعية تبرز في أوروبا كدين جديد في ضمائر خلت من الالتزام العقدي بعد خروج المسيحية منها، فإن هذا الاحتمال في إفريقية غير وارد لأن الضمائر المسلمة بعد الحرب ستجد نفسها في شروط أخلاقية جديدة كما أشرنا، وليس للشيوعية أن تأخذ دورها كدين بل كسياسة، ربما سياسة جديدة لنظام جديد.
فالشيوعية في أوروبا يمكن لها عبر تنظيماتها التي تستجيب لعمق