متفوقا بدرجة عالية على الجندي الأمريكي، وغدا الجندي الأمريكي لا يرى أمنا من الجندي الكوري الذي يفاجئه، حيث لا يجد غير الهروب
نحو البحر.
هكذا أحاطت الأسطورة بالجيش الشمالي الكوري بديلا عن سحر القنبلة الذرية، أما الصحافة فلم تجرؤ على تعليق أو دراسة ظاهرة الحرب الكورية، بل اتجهت نحو أمريكا في تعال ساخر ومستهزئ.
فالمجلة المصورة (ماش) التي تصدر في باريس؛ توجهت نحو الأمريكيين ببعض الأشياء التي يمكن بها أن تحول نظر العالم عن كوريا، ومنها لصحافي طرح تمنيا أن يعم طوفان ينسي الأحداث الجارية، حتى لا يعود ممكنا رواية انتصار الفلاحين الكوريين على الجيش الأول الحديث في العالم.
تلك كانت روح تداعى من خلالها جدار الخوف؛ من شعار الخطر الآسيوي على الحضارة والمدنية الغربية الذي رفعته من قبل السياسة الأمريكية. لكن هذا الشعار لم يلبث أن رفع مجددا ليصرف الأذهان عن العناوين الرئيسية في الصحف، حتى الصحف الكورية التي نقلت أنباء كوريا الشمالية. فالعالم الحديث هكذا؛ بقي أمينا على الدروس التي تعلمها من اليهود؛ صانعيه ومؤلفي فصوله.
وبكل حال فالحرب تحولت إلى مرحلة جديدة، والأسطول الأمريكي المدعوم من الأسطول البريطاني بعد نزوله في (Ineloi) أعطيا معا دفعا معنويا للجيش الأمريكي؛ عبر عنه قائد الجيش وهو يخاطب جنوده ليرفع معنوياتهم في عبارته التاريخية الشهيرة في كانون الأول/ ديسمبر ١٩٥٠ - وكانت هي الكلمة الوحيدة في هذا التاريخ - (ستجلسون في عيد الميلاد القادم في بيوتكم ومع عائلاتكم على مائدة الميلاد؛ وتأكلون