للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لدى الفرد حتى لا تقع الدعوة في إحراج السلوك الفردي، أو بالكذب الأكثر بشاعة.

هذه الأطر تبدأ من القاعدة الأخلاقية، ثم القاعدة الفكرية المبنية على الثقافة العامة. أعني جمالية الأداء وأخلاقية السلوك، والمنطق العملي في المبادرة، وتبقى الخبرة الفنية تضاف إلى ما نسميه تقنية الدعوة والتبشير بالإسلام (١)، إذ الخبرة الفنية في سائر مجالاتها تساهم في الوقت نفسه بالخطة الداخلية وهي على باب التصدي للمهمة، كما تساهم في الخطة الخارجية حين التنفيذ المباشر.

إن مبنى أداء الدعاة المسلمين في التعريف بالإسلام كمفهوم غيبي موحى به هو عقدي في بنية الإيمان، وأخلاقي في معايير السلوك، واجتماعي في شبكة التواصل في المحيط كحق وطني ثم عالمي في مداه الإنساني، لذا لا بد للداعي أن يكون على علم بالأديان الأخرى بالقياس نفسه (٢).

وينبغي ألا يفوت الداعية في جانب آخر لغة العادات والتقاليد للبلاد الأجنبية التي ترتكز عليها مهمته، فعليه أن يألفها وتألفه في النتيجة، لأن على الخطة الخارجية أن تراعي عالم المفهوم الديني والغربي

والاجتماعي.

فهو مفهوم متنوع بقدر كبير، ومراعاته تدخل في الخبرة الفنية، فرجل البداوة في الكونغو يختلف عن الياباني المتحضر، كما يختلف عن الرجل الأكثر حداثة في نيويورك.

هذا التنوع يستدعي تنوع الطرائق في مقاربة المهمة، فليس هنالك طريقة واحدة، إذ لكل طريقة مجالها ووسطها الخاص بها. بكل حال فإذا أردنا تعدادا في هذا المجال فثمة طرائق ثلاث للدعوة.


(١) انظر تعاريف هذه العناصر في كتابنا شروط النهضة.
(٢) قارن كتاب بن نبي فكرة كمنويلث إسلامي في هذا المجال. (مسقاوي).

<<  <   >  >>