الطريقة الأوروبية التي تخص بلاد الغرب بما فيها أمريكا وأستراليا، والطريقة الآسيوية التي تخص الهند والصين واليابان، وأخيرا الطريقة الإفريقية.
هذا التصنيف يوحي فورا بالفروقات التي يجب تبينها على كل طريقة.
ففي إفريقية السوداء مثلا لا تكون الدعوة إلى الإسلام بالعودة إلى الوسائل الفنية والتقنية كما هو الأمر في أوروبا (١).
والفرق ليس خاصا بعامل واحد بل بعوامل متعددة؛ ففي أوروبا لا تزال الروح الإنسانية غذاء سهلا ومباشرا من أيما ثقافة تنطبع على صفحتها. أما الدين المنظم في السلوك اليومي فليس ممكنا في أوروبا حيث المسيحية والحضارة هما طابع خلفيتهم في الحياة، أما الإفريقي الأسود الذي ولد ونما فكره في أوروبا فإن خلفيته من العداء للإسلام جاءت لاحقا من تطورها مع فكرة الاستعمار. بكل حال فإن الطريقة الإفريقية يمكن أن تكون مباشرة طبيعية وعفوية، وقريبا مما يجري في الحالة الحاضرة، إذ الإسلام يتقدم هناك بغير دعاة مختصين.
أما طريقة الدعوة في أوروبا فالأمر مختلف، وهنا يترك المجال للمختص ليمارس دوره، وعليه أن يعرف جيدا الغرب: تاريخه، ثقافته، نفسيته، وفنونه، ثم مأساته الداخلية، وخلفياته، وشكه الغريب، واستقامته التي تفوق التصور.
وهنا فالأمر يتطلب عملية تطهير ونزع سم التأثير اليهودي في الفكر، فالرجل الغربي في طبيعته يحمل براءة طفل ناضج، إنه سريع المبادرة، لكنه متحفظ الحماس؛ يتذوق اللعبة والمجازفة، يكره ويحب بعاطفة.
إنها طبيعة جميلة لولا أن اليهود شوهوها.
(١) المؤلف لا يشير هنا إلى هذه المفاهيم من مجرد خياله، ولكن من خبرة عشرين عاما من المجاهدة في أوروبا. إنه يعرف عمليا الصعوبات كما الإمكانيات للدعوة.