(في منتصف رمضان تركت فيليفيل إلى تبسة، كنت سعيدا إذ أمضيت آخر يوم من رمضان مع والدي وأختي عتيقة وابن عمي صلاح وجمع من الأصدقاء. في تبسة أصبحت تحت الرقابة الشديدة من البوليس. لذا لم أخرج من البيت طيلة النهار، وأمضيت في النادي السهر مع (سي صدوق وحشيشي ومختار) [أصدقاؤه] وهذا الأخير آنس في وجهي إذ يحدثني علامات القلق. فمال إلي، وكنا جالسين وحدنا على مقعد في النادي، وقال لي: سي مالك ... يجب أن تصبر وتتحمل، ساعدك الله، لا شك أنك متألم، إنما عليك المزيد من الصبر، إذ لو انهزمت وأنت في المقدمة تواجه بفكرك فماذا أصنع وأنا من عموم الشعب؟. لقد أضافت كلمات مختار إلى متاعبي عبئا، ففي هذه اللحظات لم ألاق يأسا مظلما وبغير أفق كما لاقيته عام ١٩٥١، لكن رغم هذا الضغط من البوليس الذي أرهقني وأرهق أعصابي، فقد أحيت هذه الكلمات شعورا من المقاومة متجددا =