للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورفضوا فعلا، ولكن هناك آخرون لهم حساباتهم على الأقل في الجزائر).

لكن هذه الاعتبارات التي تمثل القسم الأول من موضوع الدراسة لا تهم القسم الثاني سوى أنها عبء تركة يخلفها عالمنا كمشكلة لعالم يأتي بعدنا.

فاهتمامنا هنا يسوده نوع من الشعور بأن هذا العام ١٩٥١ هو العام الذي يعلن نهاية المرحلة التاريخية للعالم الحديث، وأن جيلنا هو آخر شهوده. فكل شيء في هذه اللحظة يتحدث عن نهاية العالم الحديث الذي عرفه جدودنا وآباؤنا، والذي عرفناه بعدهم ونشرف على مداه الوحيد؛ الذي انتهى إلى كتلتين ليس لهما من غدهما إلا أن تتحطم إحداهما مما يحتم على الجيل أن يبني عالما جديدا.

فنحن أمام هذا الأفق من المستقبل الذي سيصبح فيه جيلنا من الماضي، ولا بد مع ذلك أن ينصرف الاهتمام إلى المساهمة في بناء هذا العالم الذي سيأتي، وأن نشير في الحدود الجغرافية التي هي لعالمنا إلى تلك الفجوات الخطيرة التي نعرفها جيدا؛ إلى ذلك الفراغ الروحي وتلك المباذل الطافية على سطح المجتمع والتي لا بد من إزالتها وتعقيم الأرض منها قبل أن يوضع عليها أسس البناء الجديد. فمن المؤكد أن عالمنا هذا قد وصل إلى نهايته، وحين يطويه المعاد الأخروي فهل سوف يطويه كما انتهى إليه، أو أنه سوف يتاح له بناء نفسه بطريقة أخرى؟

ولكن من أجل أن نبقى في نطاق الكفاءة الإنسانية للأشياء فلنضع جانبا المعاد الأخروي.

ففي أعقاب الحرب القادمة سيكون هنالك واحد من اثتين:

فالعالم الجديد سيكون إما شيوعيا أو رأسماليا؛ واحد منهما لا بد أن يختفي. والأخير هو الذي يحتمل أن يبقى دون الآخر، ولكن كيفما كانت

<<  <   >  >>