الشروط الجديدة التي تعقب الحرب فستكون هناك مرحلة وسيطة حيث ستجد فيه عوامل تاريخية نعرفها، وأشياء تشكل أجزاء من عالمنا الحالي لكنها ستمثل نوعا من إرث يرثه عالم سيعقب عالمنا، إنه عالم أطفالنا.
ومن الطبيعي أن جيلنا بقدر ما يعي هذه العوامل والأشياء التي أشرنا إليها فإنه بشيء من استعراض الماضي على ضوء خبرته المأساوية سيكون مهتما بأن يحيط جيل أطفالنا بسائر تجربته. وفي عمل كهذا سوف يلقي بضوء على الأفق لكنه في الوقت نفسه سوف يعرض مستقبل أطفالنا للخطر إذا ما بقي ذلك كله في هامش اللامبالاة فلا يقوم بجد مجمل العوامل المتحولة إليه من عالمنا، لذا نحن نسعى هنا أن نرسم له طريقا حتى لا تجد هذه العوامل مكانا لها في عالمهم.
فعمل كهذا في النتيجة لن يكون بغير فائدة حين يكون فيه ما ينير
سبيلهم.
ليس في نيتي هنا أن ألخص المأساة التي لحقت بالعائلة جراء اهتماماتي في هذا السبيل، فأنا الآن لست قادرا على مواجهتها، فلطالما سردتها في مجال آخر تحت عنوان معبر (العفن) الذي أحاط بحياتي حتى عام ١٩٣٩، فالرؤية ما تزال فصولها تتوالى، ولذا فأنا غير قادر على ختامها المؤلم، لكن من ناحية أخرى ليس من الإفاضة الحديث هنا عما يشكل جزءا من المرتكزات الأخلاقية لهذا العمل.
ولدت في بلد وفي عمر يدرك بوضوح نصف الذي يقال، لكن الذي يقول كلمة حول النصف الثاني سوف يحاكم بكل قساوة. فأنا هنا أكتب لإخوتي القابلين للاستعمار والمستعمرين في الجزائر، لكن إخوتي لم يفهموا أفكاري حين عرضتها بفاعلية، وهكذا سببت لهم نوعا من الشعور بالإهانة والرفض ضد مصطلح القابلية للاستعمار وحده.
بكل أسف الاستعماريون فهموني بالنصف الآخر من كلمتي، ونلت