الأكبر لفرنسا المعاصرة؟ أو أندريه موروا الكاتب الأبرز؟ أو سارا برنار الأكثر تراجيدية؟ أو مدام كوري التي كسفت شهرة عقلها العملي شهرة
زوجها الذي لم يكن يهوديا؟
ثم في نطاق المال؛ فإن روتشيلد (ذلك المحسن الأكبر) هو المرجع وكذلك شنيدر، وسيتروين التي هي من المؤسسات الصناعية الأكبر، وكذلك رينيه ماير أو (Moch) الذين هم من الوزراء الأكثر شهرة في فرنسا في العصر الحاضر، وكذلك ستافسكي المحتال الأكبر صاحب الفضيحة المالية التي وضعت مالية فرنسا في الحضيض، وأسقطت الحكومة، ومع ذلك فما نشير إليه ليس سوى قائمة مختصرة.
هكذا نرى أمامنا قائمة من القيادات اليهودية في مختلف المواقع والميادين لها دلالتها ومعناها، وأنا هنا أشير إلى المشهورين، وأتجاوز الحديث عن الآلاف التي تترافق بالضرورة مع الانتشار المتسارع لليهود، ويأتي في المقدمة الإنتاج السينمائي والصحف الكبرى (Le Monde -France presse-Combat) والمؤسسون كلهم يهود.
هذا الاستعراض الواسع يبدو للنظر غريبا في طبيعته في بلد ليس يهوديا، لكن شيئا يبدو لي أكثر غرابة؛ هو أن الفرنسي من سائر الطبقات يجد ذلك شيئا طبيعيا له دلالة الاعتراف بتقدم اليهود في بلده، بل أكثر من ذلك فالفرنسي مستعد للموت بدافع الشعور الوطني، لترسيخ هذا التقدم إذا ما داهمه خطر كاحتلال الألمان لفرنسا من عام ١٩٤٠ - ١٩٤٤ مثلا.
هذه النقطة التي أشير إليها هنا كدراسة خارج حياة فرنسي هي هامة على الخصوص من وجهة نظر داخلية، أي كحالة نفسية تخص الفرنسي في غرابتها.
وهذه الحالة تبدو أحيانا حالة استبطان، أو هي حالة انفعال خاص كتلك التي عبر عنها (J.Maritain) هذا الكاتب الكاثوليكي الكبير، إذ تحدث بعبارات عالية عظيمة الدلالة أمام شاب فرنسي متهم بالعداء