للسامية، فصرخ أمامه هذا الكاتب الكبير: لقد أمضيت ثلث عمري على أقدام يهودي مضرج القلب (يقصد السيد المسيح).
هذه الصرخة تعري الواقع، ونرى كيف يقضم اليهودي الروح الفرنسية، لكن الانتشار اليهودي ليس خاصا بفرنسا؛ فالانتشار هنا يعبر عن حالة الأشياء التي تسمى الحضارة الغربية.
ففي إنكلترا يبدو الانتشار اليهودي أكثر دلالة في الماسونية، ورئيسها الملك يطلق عليه اسم غامض الدلالة (الفارس القدوس). وهنا يبدو الجذر العبري للكلمة وفيه كل خفايا اليهود في الحياة الإنكليزية.
ثم إن نائب الملك في الهند ما بين عام ١٩٢٠ - ١٩٢٥ كان هو نفسه يهوديا يتمتع بلقب لورد ريدينغ (Lord Reading) ، ثم هناك من كبار
وزراء الإمبراطورية البريطانية وهو بكل حال ليس دزرائيلي ذلك اليهودي
الذي وقف في مجلس العموم البريطاني وهو يمسك بيده المصحف ويقول:(لن يكون سلام في العالم ما دام هذا الكتاب موجودا).
وكما هو الأمر إذن في فرنسا فكذلك في بريطانيا؛ كبار القادة والماليين والصناعيين والأكبر اختصاصا في الطب، ثم إن الخياط
الأفضل في بريطانيا هو بصورة طبيعية يهودي.
ذلك كله يعبر عن تطابق حالة الشيء مع حالة النفس كما نراه في فرنسا وإنكلترا، وربما كانت هذه الحالة في إنكلترا هي الاتهام الأكبر في هذا السبيل، لأن الحرب الكبرى ١٩٣٩ - ١٩٤٣ لم تقم دفاعا عن سلام الإمبراطورية، بل قامت دفاعا عن اليهود الذين يضطهدهم هتلر فحسب.
وهكذا نرى في هولندا الحالة نفسها في انتشار اليهود كما في أمريكا، ويكفي القول إن هذه البلاد أصبحت ملجأ ليهود العالم، كما أن الذين تركوا البلاد التي ولدوا فيها لسبب أو آخر قد استقبلتهم أمريكا بانفتاح فأينشتاين الذي طرده هتلر من الجامعة الألمانية استقبل من قبل (Princeton).