للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لذا، يبدو لنا نموذج التعميم الصادر عن الكنيس العالمي في هولندا هو الأعمق شفافية من سواه وهو يخاطب الشعب الهولندي، وفي يعض الكلمات أثار هذا التعميم التأثير الحقيقي للاستعمار بأجمعه.

فإذا كان يراد منا نحن الجزائريين معرفة دور بكري بوشناق (١) في

تاريخ الجزائر فهذا لا يكفي في موضوعنا في كشف مدى أصوليتهم كما يكشف هذا البيان مراميه البعيدة.

وإذا استثنينا أية معلومات إضافية في هذا السبيل فإن المرامي البعيدة لهذا البيان تكشف - بدون مواربة - حقيقة دورها، بمعنى أن الاستعمار كالرآسمالية هما بعض النشاط العالمي لليهود، وهنا فاليهودي يتموضع في

الخطة نفسها وليس في زاوية خاصة من تاريخه في أوروبا، لأنه هو تاريخها الأصيل.

فأوروبا بالنسبة لليهودي هي مرحلة ووسيلة ترمي إلى التطلعات البعيدة للشعب المختار كما شرحناه في فصلنا السابق. وفي هذا الوجه من القضية نرى اليهودي يبتكر وسيلة جديدة للبروليتاريا، هي تحريك كل حملة الزوادة (أي العمال الذين يحملون زوادتهم للعمل يوميا) ضد طبقة المديرين أي حملة حقائب الملفات.

فقد كانت الثورة الفرنسية تتلخص بانتصار حامل الملفات (serviette) على حامل السيف، فمن أجل أن تصعد يجب أن تنزل أحدا منهما وترفع آخر، والوصية الشهيرة (قسم من أجل أن تسود) هذا الشعار يجسد حقيقة اليهود جدود ميكيافيلي.

فالخطة إذن مستمرة في تقلب الشعارات والمواقع في سائر مراحل المسار اليهودي الأوروبي منذ اليهودي المشتت إلى اليهودي المتزمت


(١) في الواقع هذان اليهوديان بكري - بوشناق تواطآ مع قنصل فرنسا في الجزائر لاحتلال فرنسا الجزائر. وبكري أنهى أيامه مقتفيا أثر سلفه روتشيلد.

<<  <   >  >>