ذي المبادئ (Doctrinaire) الذي يهدف بصورة مستمرة إلى تحريك القوى الدنيا ضد الأرستقراطية والنخبة، وهذه الخطة هي الأوفى بالهدف إذا نظرنا إليها في مدى الخطة العامة لليهودي العالمي؛ يسيرها وهو
جالس في قمة الهرم.
لقد حاولنا في بداية هذه الصفحات أن نمسك بأطراف بدايات مسار الدياسبورا، والتوجهات في شتات وتفرق الشعب اليهودي في العالم، إذ ليس غير اليهودي العالمي وحده الذي يؤرخ لهذا العصر، فمسار الشتات اليهودي وجد وجهته الآن أمام نوع من ردة الخوف الوراثية ضد الشعوب الآسيوية تقابلها كراهية يهودية كما شرحنا في بداية هذه الدراسة، وهذا الذهان يبدو لنا واضحا في شعار القرن العشرين في ظل العصر الحديث (الخطر الآسيوي) الذي أضحى شعار القرن العشرين عبر سائر قنوات الإعلام اليهودية. ولكن إذا نحن تجاوزنا مدى ما يعنيه هذا الشعار، فثمة خطر حقيقي على اليهودي، وهذا الخطر سوف يتعاظم في مشاعره مع ظهور الإسلام؛ إذ مع ظهور الإسلام بدأ الشعور فورا يخطط طريق المستقبل في خطط ظهرت نتائجها عقب السقوط الإسلامي، خطط ترمي إلى تحقيق موقع اليهود وترأب صدع جماعاتهم في آسيا.
فاليهود رأوا في العالم طبيعتين من الكائنات: اليهود وهم الشعب المختار، والحظيرة وهي التي يحشر فيها عموم الجنس البشري الغوييم. ولكن قبل ولادة فكرة الثورة البلشفية للثورة العالمية التي أدارها تروتسكي، كانت المشكلة هي كيف توضع هذه الثورة في ظل اليهودية العالمية، ومن ثم بأية طريقة تحكم بها العالم؟ كان البحث في أوروبا عن الوسيلة الأكثر انصياعا والأكثر خصوصية في خدمة مخططاتها، وهكذا من هذا المنطلق قادت خطاها ببطء - كما
سبق أن أشرنا - وانتهت إلى فصل أوروبا عن باقي المرتزقة الذين هم