وكذلك سائر دور السينما والمسارح والراديو والصحافة والبنوك. لقد كانت هذه كلها في أيديهم وكذلك التجارة الصغيرة وآلاف المهن الحرفية، وبكلمة واحدة لقد أصبح الشعب الألماني إما مستأجرا أو عاملا
أو موظفا أو زبونا لليهود.
عبر هذه الدعاية التي نظمت بإتقان؛ كان كل بلد متحضر لديه في النهاية شيء يناقش به حقيقة أرقام غوبلز في بلده هو أيضا.
فقد نظر إلى اليهودية بصورة غير مباشرة كأحجية يتداولونها فيما بينهم، وغدا كل يريد أن يعرف لها بمعنى. لذا غدت أسطورة اليهودي ينظر إليها بأهمية أقل، لكن اليهودي وهو يرمي القناع - كما أوضحنا في الفصل السابق - فقد بدأت بعض النظرات المتطفلة تحاول الولوج فيها واستشفافها أحجية حية كشفنا معناها وأسرارها.
فأسطورة اليهودي هذه غدت ظاهرة وشائعة حين أسفرت عن وجهها، وكان اليهودي هو نفسه أكثر اندهاشا حين انكشفت على حقيقتها فأصبحت أسطورة عالم بكامله.
وبالرغم من بعض الإشاعات وبعض الخلافات وبعض الفضائح وبعض المواقف العلنية كقضية دريفوس في فرنسا، فقد كانت أوروبا تريد الحفاظ على سر واجهتها وظاهرة تاريخيتها العزيزة على قلب موراس
(Maurras) ، لذا كان هتلر هو الخطر الأول الجدي على هذه الأسطورة في صراحة موقفه.
فهو الأوروبي الأول الذي حاول فهم سر أوروبا الغامض على حقيقته.
فاليهود ظنوا أنهم قد ثبتوا إلى الأبد قدر ومستقبل هذا العالم الذي صنفوا شعوبه في طبقات ثلاث من الناس: المستعمرون - الإنديجانيون (الأهليون) - الاستعمار الأوروبي والشعب المختار وإسرائيل على رأسه.