اليهودية على الحضارة الحديثة. فبعض مراحل هذه الوحشية المتصاعدة تضيء بشكل واضح خصوصية النفسية اليهودية.
فألمانيا بلد ديمقراطي وفيه بصورة طبيعية العديد من المواطنين اليهود. فهؤلاء أظهروا الصلة الطبيعية التي توحدهم مع الشعب الألماني ومع
مواطنيهم في وستفاليا مثلا الوطن الجرماني، ومن ثم ففي الحرب حين
تقررها الولايات المتحدة، الأمريكية وبريطانيا، فهذا يعني أن يصبح السكان والمدنيون من الشعب جميعا هدف مدفعيتهما وغاراتهما كهدف استراتيجي.
فالمهندس اليهودي الذي خطط لبناء أهم سد مائي في مان (Man) لمصلحة المدينة، لم يجد حرجا أن يخون مهنته ليشرح للقيادة الأنكلوساكسونية سر معطياته الفنية في بنائه؛ كي تحسن التصويب لهدمه بطائراتها، وهكذا قامت غارة وحشية من الطيران الملكي الفرنسي (R.A.F) واستطاعت تهديمه، وانطلقت ملايين الأمتار من المياه لتغرق المدن والملايين من السكان المدنيين الألمان نساء وأطفالا وشيوخا.
من الصعب تصور فكرة هذه الغارة وهي تستهدف المدنيين فقط، أي المسالمين من المواطنين المدنيين غير المسلحين، وذلك ليستقر في ذهن الألماني عبر ذلك المهندس اليهودي الذي يفترض أنه ألماني أو من أي بلد آخر؛ أن اليهودي لا يرتبط بأي بلد ما حتى ولو عاش فيه قرونا. ففي كل بلد من بلاد الغوييم ينشئ اليهود بصيغة أو بأخرى مجتمعا سريا له مصالحه وموضوعاته الخاصة به تحت ظاهر المجتمع، ومن خلاله تستطيع أن تواجه جذريا المصالح ومواضيع الوطن الذي يعيشون فيه.
لكن ما هو أكثر خصوصية في هذه الحرب هو خسارة ألمانيا نفسها،
إذ لا بد هنا أن نضع الحدث في معيار التسليم بنظام العالم الذي لا مفر