فمع فشل هذه المهمة الغامضة تبين لهتلر بأنه ليس على معرفة كافية بالقضية اليهودية.
كيفما كان الأمر فهتلر عندما أراد أن يستعيد حريته في العمل كان ذلك قد تآخر؛ فالإنزال في بريطانيا غدا مستحيلا منذ أن افتتح (Hostilités) دعاية كراهية ضد روسيا في حزيران/ يونيو ١٩٤١.
في الوقت نفسه فإن فكرة أوروبا الإفريقية هي التي عطلت حركة هتلر أمام امتداد محتمل للعمليات العسكرية في شمال إفريقية. إن احتمالا مماثلا كهذا دون النظر إلى العلاقات مع شعوب شمال إفريقية أصبح غير ممكن، لأن هذه الشعوب التي كانت في بداية الحرب لا تنتظر سوى إشارة لتسهيل أي اجتياح مضاد، كان ذلك فيها بهدف التحرر من الاستعمار،
ومن ثم فهتلر ظن بأنه هو المحرر في نظر الأهليين، ومن ثم لا يستطيع أن
يأتي محررا لإفريقية الشمالية دون أن يهاجم ويرفض هو نفسه العقيدة الاستعمارية لأوروبا الإفريقية لذا فضل في نهاية الحساب الهدنة في ٢٥ حزيران/ يونيو ١٩٤٠، والتي حافظت على الستاتيكو الإفريقي. هكذا نرى جيدا أن الخطأين الكبيرين لهتلر في قيادة الحرب ليسا
خطأين عسكريين بل هما ذوا طابع إيديولوجي. وبوصولنا إلى هذه النتيجة
الجانبية؛ كان هتلر الذي اعتقد بقدرته على إلغاء الطابع اليهودي في العالم غدا يفعل كل ما بوسعه أن يفعله لينجو من سيطرة الحلفاء على خطوطه.
هذا التعارض في العمل يفسر في الواقع كيف أن رجل أوروبا لا يريد أن يبصر بكل صفاء الطابع الصحيح للمشكلة اليهودية؛ لأنه هو نفسه، بقدر ما يكون أوروبيا يعكس لاشعوريا هذا الطابع العنصري نفسه، فهتلر لم يعرف أن المشكلة بدأت في داخله وفي أفكاره العامة وانعكاساتها على نفسه.