فبدلا من أن يتعامل مع مشكلة ٩٥% من الأبنية في برلين التي يملكها اليهود؛ كان عليه أن يتعامل بداية مع ٩٥% من الأفكار المتداولة في ألمانيا، وبالأولى في إنكلترا والتي جاءت من اليهود. ولكنه من ناحية أخرى لو استطاع وضع المشكلة بمعيار حالته الداخلية فإنه لن يأمل ولو للحظة بأي تحالف مع إنكلترا التي هي يهودية ٩٥%.
ومن هنا فكل هذه القرارات العسكرية التي أفضت إلى الحرب كان يمكن أن تتغير وربما يتغير معها مصير العالم.
فهتلر لم يحسن أبدا تقدير الحضارة الحديثة التي هو جزء منها؛ إذ من المتسحيل على أوروبي أن يتخلص من أخطاء الفوهرر الحتمية التي ترتبط بصورة أساسية بتركته الثقافية والأخلاقية.
فأيما أوروبي لا يستطيع التفكير إلا طبق الجدلية اليهودية.
فهتلر أراد محاربة اليهود مستعملا وسائلهم وأفكارهم الأساسية؛
العنصرية والاستعمار: لقد خسر الحرب. وذلك هو الشيء الضروري لتاريخ الإنسانية، فالحرب لم تكن تخسر في العالم كله إلا أمام الاحتمال الذي يأتي مطابقا شيئا فشيئا للأحداث التي أدت إلى الهزيمة.
فهتلر قال كلمة تاريخية موجها كلامه لأعدائه. وهل هو الوحيد الذي لم يكن مخدوعا؟ (سأطحنهم وأبددهم). لكن ألمانيا في النهاية سحقت بكل معنى الكلمة تحت مطر القنابل. وأعداء هتلر الذين أملوا بنصر يتيح لهم السيطرة على العالم كليا وبصورة نهائية؛ لم يحققوا سوى نصر مسحوق تذروه الرياح، وهو هش حيث لم يستطع أن يصمد على الاستمرار في عالم متغير (boulversé) ومضطرب، فعدم الاستقرار، والأفكار والضغط الداخلي والخارجي، وتصاعد التسلح، هذه كلها كانت نتيجة حرب أوطان ظنت أنها ربحت هذه الحرب، هذا إذا وضعنا جانبا