للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرأ عليَّ الأخ في الله الذكي الفاضل التقي ... الشيخ فوزان بن نصر الله الحنبلي بلغه الله من قصبات العلم مقاصده ورحمه ورحم والده غالب كتاب " المنتهى " قراءة بحث وتحرير، وتروٍّ، في مواضعه المشكلة، وتدقيق في أماكنه المقفلة، قراءة كافية، بلغ فيها الغاية، وبلغ فيها إلى أقصى النهاية ... الخ)

وذكر أيضا (١) في ترجمة العلامة علاء الدين علي بن سليمان المرداوي شيخ المذهب ما نصه: (ولازم التقي ابن قندس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حتى كان جل انتفاعه به، وكان مما قرأ عليه بحثا، وتحقيقا " المقنع " في الفقه، و" مختصر الخرقي " في الأصول ... الخ)

هذه هي الدراسة الحقيقية لكتب الفقه، أما جرد كتب الفقه بدون تحقيق ولا تدقيق في العبارة ابتغاء الحصول على إجازة أو غير ذلك فهذا لا يخرج فقيهاً ولا عالماً، والفائدة في ذلك تكون قليلة جداً إن لم تكن معدومة.

ولاشك أن من لم يدقق في عبارات الفقهاء يقع في مزالق كثيرة، ومفاهيم خاطئة، وإن كان قد أكثر من قراءتها فقط، قال ابن رجب -رحمه الله تعالى - في ترجمة أحد الحنابلة: (يحيى بن يحيى الأزجي الفقيه: صاحب كتاب " نهاية المطلب، في علم المذهب " وهو كتاب كبير جداً، وعبارته جزلة، حذا فيه حذو " نهاية المطلب "، لإمام الحرمين الجويني الشافعي، وأكثر استمداده من كلام ابن عقيل في " الفصول " ومن " المجرد" (٢)، وفيه تهافت كثير (٣)، حتى في كتاب الطهارة، وباب المياه، حتى إنه ذكر في فروع الآجر المجبول (٤) بالنجاسة كلاماً ساقطاً يدل على أنه لم يتصور هذه الفروع، ولم يفهمها بالكلية، وأظن هذا الرجل كان استمداده من مجرد المطالعة، ولا يرجع إلى تحقيق) (٥).


(١) أي: الشيخ ابن حميد الحنبلي النجدي في السحب الوابلة ٢/ ٧٤٠
(٢) وهوكتاب للقاضي أبي يعلى رحمه الله وهو من الكتب المنتقدة في المذهب.
(٣) أي: كتاب نهاية المطلب للأزجي.
(٤) أي المعجون بالنجاسة وهو على المذهب نجس لأن النار لا تطهر، لكن إذا غسل طهر ظاهره، لأن النار أكلت أجزاء النجاسة الظاهرة وبقي الأثر فطهر بالغسل كالأرض النجسة ويبقى الباطن نجساً لأن الماء لا يصل إليه.
(٥) انظر: ذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٢٤٨.

<<  <   >  >>