للشيخ شرف الدين أبي النجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى الحجاوي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي (ت ٩٦٨ هـ) رحمه الله رحمة واسعة، وأسبغ عليه من أفضاله ونعمه، وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، وكتاب الزاد أشهر من نار على علم، وشهرته تغني عن التعريف به، اختصر فيه مؤلفه كتاب المقنع للشيخ الموفق - رحمه الله تعالى - مشى فيه على قول واحد من المذهب في الغالب، وزاد عليه مسائل مهمة ليست في المقنع.
وهو من أفضل المتون المختصرة على الإطلاق، كون مؤلفه عمدة في المذهب، وليس ذلك في غيره من المتون المختصرة.
وليس في متون الفقه المختصرة ما يوازيه في المسائل كثرة فضلاً على أن تكون أكثر منه - رضي الله عنهما - ومع ذلك فيه من المسائل المخالفة للمذهب المعتمد أكثر من غيره - رضي الله عنهما - بل فيه مسائل خالف فيها المسائل التي مثلها في كتابه " الإقناع "(١) وقد تُتُبِّع في تلك المسائل التي خالف فيها المذهب من بعض العلماء - رضي الله عنهما - منهم الشيخ منصور البهوتي في شرحه الروض المربع وهو أحياناً يذكر أن المسألة مخالفة للمذهب - رضي الله عنهما - وأحياناً يصرف المسألة عن ظاهرها حتى توافق المذهب بدون أن ينص على مخالفتها للمذهب - رضي الله عنهما - ومنهم الشيخ علي بن محمد الهندي
(١) وقد أشار الشيخ عبد الله التركي أن تأليف الزاد سابق لتأليف الإقناع حيث قال: (ثم إنه - أي: الحجاوي - وضع كتاب الإقناع بعدما تهيأت له مادته من عمله في اختصار المقنع في كتابه المسمى: زاد المستقنع .. الخ) انظر: المذهب الحنبلي ١/ ٤٦٨ - رضي الله عنهما - ولكن يشكل عليه ما وجد في بعض نسخ الزاد وأنه انتهى منه سنة ٩٦٦ هـ - رضي الله عنهما - أي: قبل وفاته بسنتين - رضي الله عنهما - وهذا يفهم بأنه ألف الإقناع أولا ثم الزاد فالله أعلم - رضي الله عنهما - انظر: الإمام الفقيه موسى الحجاوي للشمراني ١/ ٥٧٠ - رضي الله عنهما - وزاد المستقنع ت الهبدان ص ٤١٣ هامش ٣