للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحائلي ثم المكي (ت ١٤١٩ هـ) المدرس بالمسجد الحرام ذكر منها اثنتين وثلاثين مسألة (١) وزاد عليها الشيخ عبدالرحمن العسكر في آخر تحقيقه لكتاب الزاد ثلاث مسائل فقط، ومنهم الشيخ محمد بن عثيمين في كتابه الشرح الممتع على زاد المستقنع، ومنهم الشيخ سلطان العيد في كتابه (المدخل إلى دراسة زاد المستقنع) (٢) ذكر مائة مسألة خالف فيها الحجاوي المذهب، ومنهم الشيخ محمد الهبدان في تحقيقه لكتاب الزاد ذكر في كل موطن خالف فيه الحجاوي المذهب، وكذا غالب من شرح الزاد نبه على ذلك في الغالب.

ولعلّ من أسباب كثرة مخالفته للمذهب كثرة مسائله، وفي ذلك فوائد كثيرة من أهمها: رياضة الطالب على مراجعة الكتب الكبيرة كالمنتهى و "الإقناع" للتعرف على الصحيح من المذهب.

وقد فاق غيره من المتون المختصرة - غير كثرة مسائله عليهم - في ذكره لأهم أمهات المسائل في كل باب، وذكره للصفات بطريقة بديعة واضحة،


(١) وقد قسم مخالفات الزاد إلى قسمين: الأول: المخالفات التي خالف الزادُ فيها المذهبَ المعمولَ به عند المتوسطين كصاحب الإنصاف - كذا قال! لأنه جعل المرداوي هنا من المتوسطين وفي القسم الثاني من المتأخرين - ومن سبقه - رضي الله عنهما - وهي في أكثر من سبعين موضعا.
الثاني: ما خالف الزادُ فيها المذهبَ المعمولَ به عند المتأخرين؛ ويعني بهم التنقيح - رضي الله عنهما - والإقناع - رضي الله عنهما - والمنتهى - رضي الله عنهما - وهي في اثنتين وثلاثين مسألة - رضي الله عنهما - ثم ذكر الاثنتين وثلاثين المسألة) انظر مقدمته على الزاد ص ٨ - ١٢
وتقسيمه المخالفات بهذين القسمين لم يتبين لي وجهه، وكذا ما ذكر من أن الزاد خالف المتوسطين في أكثر من سبعين موضعا، لم يتبين لي وجهه، ولم أره لغيره، وكل من وقفت عليه حكى مخالفات الزاد إنما يذكر مخالفة الزاد للإقناع والمنتهى والتنقيح أحيانا فحسب، وأما مخالفات القسم الثاني التي عددها ٣٢ مسألة وذكرها كلها فقد تتبعتها فوجدتها هي المسائل التي ذكرها البهوتي في "الروض المربع" صراحة أو ضمنا بأنها مخالفة للمذهب المعتمد، ما عدا المسألة التاسعة عشر وهي: من ربط دابة بطرق ضيق فيتعثر بها إنسان فإنه يضمن الذي ربطها، فلم ينبه عليها البهوتي أنها مخالفة للمذهب، وذكرها الشيخ الهندي المخالفة التاسعة عشرة، والغريب: أن البهوتي تابع الزاد في هذه المسألة في عمدة الطالب، والمذهب لا يقيده بالطريق الضيق بل حتى لو كان الطريقُ ضيقا فإنه يضمن الذي ربطها.
(٢) وهو كتاب حافل بلغ فيه مؤلفه الغاية في تصنيفه، حيث ذكر كل ما يتعلق بالزاد.

<<  <   >  >>