للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنا إنما ذكرت هذه الكتب لعل الله - تعالى - أن يهيئ لها من يشرحها على مذهب الحنابلة، وما أحوج المذهب لمثل هذه المؤلفات.

[الأمر السابع: بيان الخلل في العبارة]

المراد بالخلل في العبارة: أن يعبر العالم في مختصره عن المسألة بعبارة لا تفي بكل المقصود من تلك المسألة.

فأحياناً يعبر الماتنُ بعبارة لا تدل على ما يريده من تقرير المذهب لقصور فيها عما هو مراد منها، فينبغي للطالب أن يبين ذلك الخلل، إما من الكتب المطولة، أو من الشروح والحواشي، وقد ذكر الشيخ سلطان العيد بعض العبارات التي فيها خلل في الزاد في كتابه (المدخل إلى زاد المستقنع) (١)، وذكر أيضاً الشيخ حامد بن الخضر بن جاد آل بكر في كتابه الحافل (قصد السبيل في الجمع بين الزاد والدليل) عبارات منتقدة على دليل الطالب (٢)، منها ما فيه خلل في العبارة.

[أمثلة على الخلل في العبارة]

المثال الأول: قول صاحب" زاد المستقنع " (٣) في باب التيمم في مبطلات التيمم: (ويبطل التيمم بخروج الوقت وبمبطلات الوضوء وبوجود الماء ولو في الصلاة لا بعدها)

في عبارته خلل في موضعين:

الموضع الأول: قوله: (وبمبطلات الوضوء) وهذا فيه قصور، لأن لفظه لم يشمل إلا مبطل التيمم الذي يكون عن الحدث الأصغر، ولا يشمل مبطل التيمم الذي يكون عن الحدث الأكبر وهو: موجبات الغسل، ولذا قال الشيخ منصور في " الروض المربع" (٤): (وعن حدث أكبر بموجباته؛ لأن البدل له حكم المبدل).


(١) ص ٧٤ وهي قليلة.
(٢) ص ٤٣٤.
(٣) ص ٦٣
(٤) ص ٤٨

<<  <   >  >>