للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل على وقوع الطلاق المحلوف به: ما قاله البخاري في صحيحه (١): وقال نافع: طلق رجل امرأته البتة إن خرجت فقال ابن عمر: (إن خرجت فقد بُتَّتْ (٢) منه، وإن لم تخرج فليس بشيء).

والحكم التكليفي للحلف بالطلاق: مكروه، وينصون عليه في الأيمان.

[أهمية حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية]

لا يليق بطالب علم ألا يحفظ القرآن الكريم، إذ كيف يريد أن يحفظ ويفهم المسائل الكثيرة وهو لا يحفظ كلام الله تعالى!

قال تعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) سورة العنكبوت، فسمى الله تعالى من يحفظ كتابه بالذين أوتوا العلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) (٣).

فكيف يُفَوِّتُ طالبُ العلمِ هذه الدرجات؟ !

وأيضا ينبغي ألا يخلي طالب العلم نفسَهُ من حفظ السنة النبوية، ولا يقدم عليها شيئا.

وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن حفظ كلامه؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: (نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي فوَعَاها وحَفِظها وبَلَّغها، فرُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه ((٤).

ومن أعظم فوائد حفظ السنة: الأدعية والأذكار التي تشرع في الصلاة كالاستفتاح، والتسبيح، والتشهدات، واستحضار أدلة الأحكام الشرعية، وغير ذلك.


(١) باب: الطلاق في الإغلاق والكره، والسكران والمجنون وأمرهما، والغلط والنسيان في الطلاق والشرك وغيره.
(٢) قال ابن حجر في الفتح ٩/ ٣٩٢: وأما قوله: بتت فبضم الموحدة وتشديد المثناة المفتوحة على البناء للمجهول .. وأخرج سعيد بن منصور من وجه صحيح عن ابن عمر أنه قال: في الخلية والبتة ثلاث ثلاث.
(٣) أخرجه أبو داود ح ١٤٦٤ والترمذي ح ٢٩١٤ من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، وهو صحيح.
(٤) أخرجَه: أحمد (٤١٥٧)، والترمذي (٢٦٥٧)، وابن ماجه (٢٣٢ (وهو صحيح.

<<  <   >  >>