(٢) قد أكثر علي بعض طلاب العلم الفضلاء الكلام بسبب إدخالي شروح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على الزاد، وشيخنا خالد المشيقح، والشيخ حمد الحمد على الزاد أيضا وغيره؛ لأنهم لم يسيروا على طريقة المتأخرين في شروحهم من حيث عدم اقتصارهم على بيان المذهب فقط، وهذا الكلام وإن كان في مجمله صحيحا؛ لكن هذه الشروح تتميز ببيان المسائل الفقهية وتصويرها تصويرا صحيحا وسهلا، مع ذكر الأدلة؛ كما يوجد فيها ضوابط وقواعد موافقة للمذهب، فإخراجها - في نظري - من كتب المذهب ليس صوابا، ولاشك أن لهؤلاء المشايخ العلماء فضلا كبيرا - يعجز عن بعضه من انتقدهم - في تدريس كتب المذهب التي تسير على قول واحد، والإنصاف مطلوب، وهذا كتاب المغني للعلامة الموفق رحمه الله فيه خلاف بين الأئمة الأربعة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، وله اختيارات تخالف المذهب، وقد أفردت بتصنيف، وهذا كتاب الفروع للعلامة ابن مفلح رحمه الله فيه ذكر للخلاف بين المذهب الأربعة وما اتفقوا عليه وما اتفقوا فيه، بل وفيه ذكر لاختيارات شيخه أبي العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي تخالف المذاهب الأربعة مع تعقب له على شيخه رحمهما الله تعالى، وهذا كتاب التنقيح ذكر فيه المنقح مسائل على المذهب، وحكما آخر لها يخالف المذهب ويستظهرها أحيانا، وهذا كتاب الإقناع ذكر أكثر من مائة مسألة تخالف المذهب بعد التصريح بالمذهب، فلا يخلو كتاب من ذكر خلاف ولو في بعض مسائله؛ نعم ليس ذلك ظاهرا فيها لكن وجد فيها والله أعلم.