للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وأحكام الحافظ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية، المسمى ب «المنتقى»، وهو كاسمه، وما أحسنه، لولا إطلاقه في كثير من الأحاديث العزو إلى كتب الأئمة دون التحسين والتضعيف، يقول مثلا: رواه أحمد، رواه الدارقطني، رواه أبو داود. ويكون الحديث ضعيفا، وأشد من ذلك: كون الحديث في «جامع الترمذي» مبينا ضعفه، فيعزيه إليه من غير بيان ضعفه، وينبغي للحافظ جمع هذه المواضع، وكتبها على حواشي هذا الكتاب، أو جمعها في مصنف لتكمل فائدة الكتاب المذكور. وقد شرعت في كتب ذلك على حواشي نسختي، وأرجو إتمامه).

٧ - السُّنَنُ والأَحكَامُ عن المُصْطَفَى عليه أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلَامِ: للإمام الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي صاحب المختارة (ت ٦٤٣ هـ).

وهو كتاب عظيم، وكبير جدا , حوى كثيرا من أحاديث الأحكام؛ لكنه لم يتمه، وصل فيه إلى آخر الردة، ورتبه على ترتيب كتب الحنابلة، وانتقاها من كتب السنة بعناية فائقة، ولا يذكر حديثا مجمعا على تركه إلا تكلم عليه وبيَّن علته (١)، وعدد أحاديثه: (٦٣٩٧) حديثا، وطبع في (٦) مجلدات بتحقيق متميز من الشيخ: أبي عبد الله حسين بن عكاشة، وتقديم الدكتور: أحمد بن معبد عبد الكريم.

قال العلامة الذهبي (ت ٧٤٨) - رحمه الله - عن كتاب الضياء- رحمه الله - في "زغل العلم" (٢): (وطالب الحديث اليوم ينبغي له أن ينسخ: أولا: الجمع بين الصحيحين، وأحكام عبد الحق، والضياء، ويدمن النظر فيهم).

وقال عنه ابن الملقن - رحمه الله - في "البدر المنير" (٣): (وأحكام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد، المعروف ب «الضياء المقدسي»، ولم يتمم كتابه، وصل فيه إلى أثناء الجهاد، وهو أكثرها نفعا).


(١) انظر: مقدمة المحقق للكتاب الشيخ حسين عكاشة ١/ ١٦٧
(٢) ص ٢٩
(٣) ١/ ٢٧٦

<<  <   >  >>