للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" الإقناع" (١)، وقد عمل الشيخ محمد الفوزان مقارنة بينه وبين أخصر المختصرات، وانتهى إلى نتائج:

منها: أن مسائل الأخصر أكثر من مسائل مختصر خوقير.

ومنها: أن الأخصر مخدوم من حيث الشروح، وليس كذلك مختصر خوقير بل لا شرح له مكتوب البتة.

ومنها: ترجيح مختصر خوقير على أخصر المختصرات لجودة عباراته وترتيبه لأن أصله متن: " المنتهى ".

وقد ذكر محققه بأنه مختصر للمنتهى، وفيما قاله المحقق - من كون مختصر خوقير مختصرا للمنتهى - نظرٌ ظاهرٌ، بل ليس الأمر كذلك أبدا؛ بل فيه استقلالية في بعض أبوابه وفصوله، وكثير من أبوابه منقولة بألفاظها كاملة من " زاد المستقنع" مثل: فصل تكفين الميت، والصلاة عليه، وباب زكاة الفطر، وباب ما يفسد الصوم، وباب ما يكره وما يستحب وحكم القضاء، وكتاب الحج كله تقريبا، ومن بداية كتاب القضاء إلى آخر الكتاب وهو الإقرار، وبعض أبوابه من " دليل الطالب " كنواقض الوضوء، وبعض باب المسح على الخفين، وبعض التيمم وغيرهما.

وبذلك يتبين عدم صحة كون مختصر خوقير مختصراً لمتن " المنتهى "، ولو قيل: إنه مختصر من " المنتهى " - لا للمنتهى - لكان ذلك بعيدا، فكيف يقال بأنه مختصر للمنتهى!

وكذلك يتبين عدم صحة كون المؤلف قد حافظ على ألفاظ " المنتهى "، وأنه غير بعض ألفاظه بأسهل منها.

وأما أنه حذف من " المنتهى " كثيرا من المسائل قليلة الحدوث، فهذا فيه نظر ظاهر، لعدم التسليم أصلا أنه مختصر للمنتهى، وما وجد منذ أن ألف ابن النجار " المنتهى " إلى يومنا هذا مختصر للمنتهى، بل إما شرحا، وإما جمعا بينه وبين "الإقناع"، وإما حاشية، وإما مختصراً منه وما عدا ذلك فبعيد جدا وكل مسائله محررة.


(١) انظر: مقدمة الكتاب تحقيق الدكتور: عبد السلام الشويعر.

<<  <   >  >>