قيل: هذا خطأ، لأن قوله:{فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} عقل منه كف الأذى، وقوله:{وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}، أمر بالإكرام (لهما) وكف الأذى غير فعل الإكرام، وقولهم هناك قرينة دعوى (منهم).
٧٩٦ - فصل: وتحريم الضرب في الآية استفيد من المعنى بطريق الأولى في التعليل وسماه الشافعي (القياس) الجلي، وزعم أنه ينقض به حكم الحاكم. وقال جماعة من المتكلمين وأهل الظاهر: تحريم الضرب استفيد في الآية من جهة اللغة فعلى قولهم: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} موضوع في اللغة لمنع الضرب وهذا غلط لأن قوله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} ليس (في لفظه) ذكر الضرب بحال، فلا يكون موضوعاً له، كقوله كل الخبز لا (يقال إنه موضوع) لأكل التمر، وقوله اشرب الماء لا (يقال إنه موضوع) لشرب الخمر.
فإن قيل: لو كان كما ذكرتم لما فهم بنفس اللفظ من غير /٧٥ ب استنباط.