٨٥٠ - مسألة: في القرآن آيات متشابهات، قال الله تعالى:{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}.
فإن قيل: فما الفائدة في إنزال بعض القرآن متشابها؟ وقد أريد به الهدى والبيان. لا الإلباس ليضل الناس؟ قلنا: يجوز أن يكون في ذلك فائدة يعلمها الله تعالى ولا نعلمها.
والثاني: يحتمل أن يكون ذلك ليبعث عباده على الاجتهاد وإعمال الفكر لتصفو أفهامهم وتتقوى بصائرهم، وتتخرج عقولهم في معاني ما أراد، فيحصل لهم العلم اليقين والثواب العظيم، ولا يتكلوا على الظاهر فيتركوا الفحص (والفكر) والتدبر، فيتركوا طريق العلم التي هي النظر والاستدلال.
وقيل إنما كان كذلك، لأن العرب كانت تمنع بعضها (بعضاً) من استماع القرآن خوفاً من أن يميل إليه قلب السامع، فأنزل فيه المتشابه ليوهم/٨٣ أمستمعهم أنه متناقض، فيطمع في نقضه وعيبه ورد الحجة به، فيستمعه لذلك، فإذا أعمل فكره فيه وتدبره، رآه معجزاً باهراً، فدعاه ذلك إلى اتباعه.