من تشريعات المتصوفة: السماع، وهو عبارة عن اللحن والموسيقى للرقص، والغناء والاستماع إليه.
ويبدو أن السماع له وزنه واعتباده عند المتصوفة، فقد اهتم به مصنفو كتب القوم اهتماماً بالغاً، فأغلب من كتب في هذا المجال أعطى باباً مستقلًا أو فصلاً خاصاً لهذا الموضوع. فهؤلاء كلهم يرون أن السماع عبادة، وبهذا نصبوا أنفسهم في منزلة التشريع من دون الله، فإنه لا يعلم لهذا السماع أصل في الشرع. فاعتباره من العبادة ما هو إلا تشريع، وقد صرح بعضهم بأنه (مستحب). فهذا تصريح منهم بأنه عبادة، ولكن من شَرَّعه؟ لقد شرعته المتصوفة، فهم وقعوا في شرك الربوبية في صفة الحكم والتشريع.
خامساً: تشريع هيئات في الذكر لم يرد بها الشرع، كالاجتماع للذكر:
إن اشتراط الجماعة في الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم محدث لم يكن معروفاً عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يكن دينًا يومئذ لن يكون دينًا اليوم أو غدًا أو إلى يوم القيامة.
ونقل الشعراني: أن أول مرة ابتدعت إضافة الاجتماع للذكر على الهيئة المعروفة وأسست مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في جميع العالم الإسلامي في سنة: ٩٤٤ هـ. ومعنى هذا: أن الناس منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى تلك السنة