كاذبًا أو صادقًا، فإن كان اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذبًا، وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله).
ب- وكذلك لو أصاب أحدًا منهم ظلم لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب.
ج- إن واحدًا من هؤلاء لو أراد أن يظلم أحدًا فاستعاذ بالله منه لم يعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يقدم عليه أحد ولم يتعرض له بالأذى.
هـ- إن بعض الناس أخذ من التجار أموالاً عظيمة أيام موسم الحج، ثم بعد أيام أظهر الإفلاس، فقام عليه أهل الأموال، فالتجأ إلى قبر في جدة يقال له:(المظلوم)، فما تعرض له أحد بمكروه خوفاً من سر المظلوم.
تلك هي الصورة الحية لحال القبوريين قديمًا وحديثاً. ولعله سيمر علينا نماذج أخرى عندما ندرس موضوع الرجاء وكذلك الاستغاثة، فإن هذه الموضوعات كلها وثيقة الصلة بعضها ببعض ـ كما سنرى قريباً إن شاء الله ـ.
[المطلب الثالث: الشرك بالله فيما يتعلق بعبادته بالرجاء]
معنى الرجاء: جاء في اللسان: (الرجاء من الأمل: نقيض اليأس، ممدود. رجاه يرجوه رجوًا ورجاء ورجاوة ومرجاة ورجاة، وهمزته منقلبة عن واو بدليل ظهورها في رجاوة).